معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان

أُسِّس معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان في عام 1953 بالقاهرة على يد الرهبان الدومينيكان الوعاظ التابعين لإقليم بروڤونس في فرنسا. وهو يُعد جزءًا من تقليد قديم في الالتزام الفكري بالحوار بين الأديان والبحث الأكاديمي من قِبَل الآباء الدومينيكان. وقد نشأ المعهد من طموح جريء وهو تعزيز فهمنا لمصادر الإسلام من خلال الدراسة النقدية لنصوصه التأسيسية بلغتها الأصلية وسياقها التاريخي، إذ تُسلّط هذه الدراسة الضوء على التفاعلات والتأثيرات التي أتاحت الانتقال من الفلسفة اليونانية إلى اللاهوت اللاتيني في العصور الوسطى.

الرؤية: منذ المجمع الفاتيكاني الثاني وإعلان نوسترا أيتات (في زماننا) عام 1965، يطمح المعهد إلى أن يكون ملتقًى للحوار الفكري في خدمة الحق والسلام. ويتمثّل هدفه في تعميق المعرفة بالفقه والعالم الإسلاميّين. ومن خلال هذه المعرفة، يأمل المعهد في غرس فهم أعمق واحترام متبادل لمواجهة التحديات المعاصرة المتعلقة بالتعدديّة والتنوّع بدلًا عن منطق الهوية والتطرّف.

الرسالة: دراسة الإسلام بكل ثرائه وتعقيده، ولا سيما في فترة العصور الوسطى، بالاعتماد على تخصصات العلوم الإنسانية. ويكرّس المعهد جهوده للبحث الأساسي في النصوص والتاريخ والفكر الإسلامي. يدرس الباحثون كبار المؤلفين مثل الغزالي وابن تيمية، فضلًا عن المفكرين المعاصرين، لاسيما المصريين. ويوفّر المعهد مساحة للتبادل والتدريب للباحثين من جميع أنحاء العالم مع تشجيع حوار لاهوتي محترم ومستنير بين المسيحيين والمسلمين.

المبادرات الهامة والإنجازات البارزة: حظيت مكتبتنا بتقدير دوليّ لثراء مجموعات كتبها المتخصصة في الدراسات الإسلامية، حيث تضم أكثر من 150 ألف مجلد وقاعدة بيانات يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت. وقد أسس المعهد أيضًا المجلة العلمية ميديو (Midéo)، التي خُصّصت في البداية لنشر أعمال باحثي المعهد، بهدف جعل الشرق، ولا سيما مصر، معروفًا ومحبوبًا والوفاء بمهمته في تاريخ الإنسانية. وتنشر ميديو اليوم أعمالًا أكاديميةً لخبراء الدراسات الإسلامية من جميع أنحاء العالم. وفي إطار كرسي قنواتي، يُعد المعهد طرفًا فاعلًا في البحث الدولي ويشارك في الندوات ومشاريع التدريب الأخرى الرامية إلى مكافحة التطرف الديني من خلال الحوار بين الأديان. وتهدف هذه المبادرات إلى بناء جسور بين العالمين العربي والغربي مع تعزيز التميز الأكاديمي والانفتاح.

الأهداف المستقبلية: يهدف المعهد إلى تعزيز دوره كمنصّة دولية لدراسة الإسلام والحوار بين الأديان. ويخطّط لتوسيع تعاونه الأكاديمي وإثراء مجموعات كتبه، ولا سيما في مجال الدراسات الشيعية، وتسريع رقمنة مكتبته. كما يرغب المعهد أيضًا في زيادة فرص التدريب للباحثين الشباب، مع تكثيف جهوده لتعزيز ثقافة اللقاء والتفاهم بين المسلمين والمسيحيين.