مركز دراسة الأديان

انبثق مركز دراسة الأديان من اتفاق جماعي في كلية نيروبي الإنجيلية العليا للاهوت بضرورة وجود برنامج أكاديمي متقدّم في الدراسات الإسلامية مخصص لخريجي برامج الماجستير (ماجستير في الآداب وماجستير في اللاهوت). بدأ برنامج الماجستير هذا لأول مرة على يد الأستاذ كالب كيم والراحل الدكتور ستيفن سيسي في عام 2003 كمسار ضمن برنامج الدراسات الإرسالية، مما أدى في النهاية إلى تأسيس برنامج الدكتوراه بشكل رسمي في مركز دراسة الأديان في عام 2013 في جامعة أفريقيا الدولية (AIU، التي كانت معروفة سابقًا باسم NEGST). انطلاقًا من المهمة الأكاديمية لمعهد دراسة الحقائق الأفريقية (ISAR)، قاد مركز دراسة الأديان أعضاء هيئة التدريس في الدراسات الإسلامية، ولا سيما بقيادة الأستاذ كالب كيم، وبدعم من الأستاذة جوزفين موتوكو. وكان هدفه الرئيسي تعزيز البحث المتعمق في الأديان غير المسيحية من منظور مسيحي، والتصدي للحاجة إلى المشاركة العلمية مع الأنظمة العقائدية المختلفة والخبرات المعيشية لأتباعها في السياق الأفريقي. يُشجع مركز دراسة الأديان البحث الأكاديمي الدقيق الذي يدمج وجهات النظر المسيحية مع معطيات التفاعل بين الأديان في القارة الأفريقية.

الرؤية: تم تصميم برنامج الدكتوراه في دراسات الأديان في مركز دراسة الأديان لتدريب وتأهيل الباحثين ليصيروا قادرين على إجراء بحث هادف في الخبرات المعيشية للأفراد القادمين من خلفيات دينية متنوّعة، مع التركيز بشكل خاص على الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. كذلك يسعى المركز إلى رعاية جيل جديد من الأكاديميين القادرين على تقديم رؤى دقيقة حول الحقائق اليومية للمجتمعات المُسلمة داخل السياق الأفريقي. من خلال التركيز على هذه الخبرات المعيشية، يهدف مركز دراسة الأديان إلى تضييق الفجوة بين البحث اللاهوتي والديناميات الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على الممارسة الدينية، وتهيئة منصّة للحوار بين الأديان ترتكز على بحث أكاديمي رصين.

الرسالة: تتمثل مهمة المركز في إنتاج بحوث عالية الجودة وموثوق بها تُقدّم فهمًا شاملًا لكيفية ممارسة أصحاب التقاليد العقائدية الأخرى، ولا سيما الإسلام، لمعتقداتهم. يلتزم البرنامج بجمع البيانات من خلال منهجيات بحث أخلاقية، وضمان أن تكون النتائج سليمة أكاديميًا وذات أسس عملية. تهدف بحوثنا إلى إعلام ودعم الشركاء الأكاديميين والعمليين الرئيسيين، بمن فيهم علماء اللاهوت وعلماء الإرساليات والمتعاونون.

الإنجازات والمشاريع: أحرز المركز منذ إنشائه تقدمًا كبيرًا في تنشئة علماء إنجيليين أفارقة ذوي مهارات عالية. وأصبح العديد من هؤلاء العلماء، ومعظمهم من كينيا ونيجيريا، أساتذة مرموقين في مختلف المؤسسات الأكاديمية المسيحية، بما في ذلك جامعة أفريقيا الدولية. يواصل هؤلاء الخريجون تقديم مساهمات قيّمة إلى الأوساط الأكاديمية، ولا سيما في مجالات الدراسات الإسلامية واستكشاف الخبرات المعيشية للمسلمين.

الأهداف المستقبلية: بالنظر إلى المستقبل، تُركّز الأهداف المستقبلية لمركز دراسة الأديان على توسيع تأثيره الأكاديمي ومواصلة إنتاج أبحاث رائدة في دراسات الأديان. يهدف المركز إلى تعميق مشاركته مع الشبكات العلمية العالمية، مع الحفاظ على جذوره الأفريقية. يشمل ذلك إتاحة فرص جديدة للتعاون مع المؤسسات والعلماء الدوليين، وتوسيع نطاق موضوعات البحث لتشمل مجموعة أوسع من التقاليد الدينية، وضمان بقاء أبحاث المركز متصلة بالمجتمع الأكاديمي والممارسين الميدانيين على حد سواء. من خلال تحقيق هذه الأهداف، يأمل المركز في الحفاظ على ريادته في دراسة الدين في إفريقيا واستمراره كمصدر للمعرفة المُغيّرة التي يمكن أن تُوجه الجيل القادم من العلماء والممارسين في هذا المجال.