معهد العلاقات المسيحية الإسلامية

يُعدّ معهد العلاقات المسيحية – الإسلامية التابع لكلية جُوشُو وتيموثاوس للاهوت من ركائز جامعة سانت بول في ليمُورُو، كينيا. حيث يلتحق خريجو البرامج اللاهوتية بمجالات متنوعة مثل تنمية المجتمع، والرعاية الروحيّة، والخدمة العامة، والتدريس، والعمل الإنساني. تتميز برامجنا الأكاديمية (الدبلوم، البكالوريوس، والدراسات العليا) بمنهج مرن وبيئة أكاديميّة متينة، مع خيارات متعدّدة تشمل الدراسة المنتظمة، أو التعلُّمَ عن بُعد، أو المزج بينهما، والبرامج الافتراضيّة، ممّا ييسّرُ للطلاب مواصلة خدمتهم أثناء الدراسة.

أُطلق برنامج الماجستير في الإسلام والعلاقات المسيحية – الإسلامية عام 2004 بمجموعة أولى ضمت عشرة طلاب، واستقبل منذ ذلك الحين طلابًا من خلفيات وجنسيات متنوعة، منها: كينيا، تنزانيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، رواندا، تركيا، سيراليون، نيجيريا، ساحل العاج، والسودان. كما ضم هيئة تدريس وطلابًا من أفريقيا، أمريكا الشمالية، آسيا، وأوروبا. يُعد تعليم الأديان الأخرى في المؤسسات اللاهوتية الأفريقية – كما هو الحال عالميًّا – مكونًا أساسيًّا في الإعداد اللاهوتي، حيث يتم التركيز على دين معين وفقًا للبيئة التي سيعمل فيها الطالب. ففي بعض مناطق أفريقيا جنوب الصحراء، مثلًا، حظيت الأديان التقليدية باهتمام كبير نظرًا لغالبية معتنقيها، مما شكل الإطار الذي تعمل فيه الكنيسة. غير أن المشهد الديني في كينيا والقارة الأفريقية شهد تحولًا ملحوظًا مع النمو المتزايد للإسلام، حيث تجاوز عدد المسلمين أتباع الأديان التقليدية في معظم البلدان، وهذا الواقع يبرز أهمية دراسة الإسلام بجدية، إلى جانب التركيز على الأديان التقليدية.

أهداف البرنامج:

تعزيز الحوار المسيحي الإسلامي: يهدف البرنامج إلى تزويد الطلاب بأدوات التواصل الفعَّال بين المسيحيين والمسلمين، انطلاقًا من ضرورة الحوار في عصرنا لفض النزاعات وإدارتها. ففي عالم تتصاعد فيه الخلافات السياسية والثقافية والاقتصادية والدينية، يصبح الحوار الديني السياقي حاجةً ملحّةً. صُمّم البرنامج لتعزيز حوار أفريقي يراعي خصوصيات السياق، ويكسر الصور النمطية – سواءً الموروثة أو المصنوعة – بين الطرفين.

ممارسة الرسالة في مجتمع متعدد الأديان: نسعى للتكيف مع واقع التعددية الدينية في تناول المفاهيم التقليدية للرسالة المسيحية، الذي غالبًا ما تعزز الصور النمطية. لذا، يهدف البرنامج إلى تمكين الطلاب من تطوير رؤًى جديدة للرسالة في بيئة يتنافس فيها الأديان – بما فيها الإسلام – على جذب الأتباع، مع الحفاظ على الاحترام المتبادل.

التعايش السلمي بين المسيحية والإسلام: في ظل الواقع الأفريقي، حيث يتعايش المسيحيون والمسلمون، يقدم البرنامج رؤيةً لتقبل الاختلافات الدينية والعيش المشترك، بدلًا من الاصطدام الذي يؤدي إلى التدمير المتبادل. كما يسعى إلى ترسيخ القناعة أن المسيحية والإسلام جزءٌ لا يتجزأ من النسيج الأفريقي، وأن مستقبل القارة يرتبط ببناء علاقات تقوم على السلام والتفاهم.